الإسلام والنسوية والمركزية الغربية : دراسة مقارنة بين النسوية المفككة للخطاب الاستعماري والنسوية الإسلامية في إندونيسيا

Abstract

تتناول هذه الدراسة مقارنة بين مقاربتي النسوية المفككة للخطاب الاستعماري والنسوية الإسلامية في إندونيسيا، مع التركيز على كيفية تعاملهما مع هيمنة الخطاب النسوي الغربي العالمي واستمرار الإرث الاستعماري في تشكيل السرديات الجندرية تنطلق الدراسة من التوتر الإبستمولوجي القائم بين السعي إلى بناء خطاب نسوي محلي من جهة، والانجذاب إلى قيم الحداثة الغربية من جهة أخرى . يعتمد البحث على منهج تفكيك الخطاب الاستعمار لتفكيك تصورات المساواة بين الجنسين في الفكر النسوي الإسلامي الإندونيسي، من خلال دراسة الكتب والمقالات ذات الصلة. وتهدف الدراسة إلى إبراز أوجه الاتفاق والاختلاف بين المقاربتين من حيث المفهوم والمنهج، وتقييم مدى قدرة النسوية الإسلامية في إندونيسيا على تقديم بديل معرفي أصيل يستند إلى القيم الإسلامية، إلى جانب تحليل مؤشرات ترسب القيم الكولونيالية والنسوية الغربية داخل خطابها، من خلال منظور نقد الاستعمار المعرفي. وقد توصلت الدراسة إلى أن النسوية الإسلامية في إندونيسيا، رغم سعيها لإحياء قيم العدالة في الإسلام، لا تزال تظهر تبنيا ضمنيا لأطر ليبرالية وعلمانية في فهمها لحقوق المرأة في إندونيسيا، وتشير هذه الدراسة إلى أن أي محاولة لأسلمة النسوية ينبغي أن تبدأ بتفكيك الخطاب الاستعماري والمركزية الغربية المتغلغلة في الخطاب النسوي بادئ ذي بدء.