حقوق الورثة في المحاكم الإسلامية في غامبيا دراسة فقهية قضائية مقارنة

Abstract

يعتبر موضوع المواريث أحد أهم الموضوعات الفقهية، والذي يعد من أقسام فقه المعاملات، بل فقه المواريث من أجل العلوم وأرفعها وقدرا وأكثرها أجرا، وتظهر أهميته من خلال اهتمام المسلمين به؛ لأن النبي ﷺ حث أصحابه على تعلمه وتدارسه، ولأهمية هذا العلم تولّى الله تعالى بنفسه تقسيم أنصبة الفروض في القرآن. وتسعى هذه الرسالة إلى معرفة إجراءات المحاكم الإسلامية في جهورية غامبيا ذات الأغلبية المسلمة المتعلقة بالميراث، وقد اهتمت هذه المحاكم بهذه الوظيفة المهمة لتحقيق العدالة بين الوارثين، مستندة إلى القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية، ومتكاملة مع النظام القضائي العام للدولة. وهذه الظاهرة الإيجابية جعلت الباحثين يهتمون بدراسة إجراءات المحاكم الإسلامية في غامبيا، التي تسير على نهج الشريعة، إلا أن هناك ثقافات داخل المجتمع الغامبي قد تخالف مبادئ الإسلام، وأن واقع تقسيم الإرث أظهر أن هناك غيابا للوعي الكافي حول حقوق الوارثين ومعرفة الأنصبة في المجتمع الغامبي مما يؤدي إلى نزاعات بين الورثة، ناهيك أن المحاكم الإسلامية ليست مستقلة بنفسها في بعض الإجراءات القضائية والتنفيذ. وسعيا لحل هذه النزاعات سأقوم بدراسة إجراءات التوريث في هذه المحاكم ودراسة طرق القضاة الشرعيين في كيفية تقسيم الميراث، ومقارنة الأحكام القضائية بالأحكام الفقهية المتعلقة بالإرث. وأظهرت الدراسة توافقا بين عدد من الأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم الإسلامية في غامبيا وبين الأحكام الفقهية المتعلقة بالميراث، مما يدل على وعي قضائي شرعي في التعامل مع هذه القضايا.